سمّاً قضى السَجادُ (عليه السلام)

يحيى الفتلاوي

عجبا لعين ٍ أن يلذ ّ رقادُ

يوما به سُمّا قضى السجادُ

ومصابه هد الملائك في السما

وبكت عليه جميعها العبادُ

ماذا أقول بزاهدٍ متهجدٍ

بخصاله قد أعجز التعدادُ

قد كان خير محدِّث ومؤدِّب

فخرت بمرقاه لها الأعوادُ

من آل طه ذي المكارم والألى

على الأنام بخُلقهم قد سادوا     

فشجاعة وفصاحة وسماحة

أضحى بها أعداؤه أشهادُ

ومكارم ومحاسن وفضائل

ضاقت بها الأفهام والأعدادُ

كم للأنام مبيناً لهم الهدى

ويقودهم  لما به الإنجادُ

ماذا أقول بصابر لم تنقطع

عنه الجراحات ولا الأكمادُ

كم أبصرت عيناه في يوم الطفو

ف مصائباً ذابت لها الأكبادُ

ذاك الذي عُرف الندى من كفه

واها ً لها أضحت بها الأصفادُ

وغدا يساق ونسوةٌ من هاشم

حافٍ ويَشتمُ أهلـَهُ الفسادُ

أحزانه لم تنقطع يوما ولا

طابت بفيه مشاربٌ أو زادُ       

لكنما هو شأنهم في أنهم

بفدائهم صرحَ الكرامةِ شادوا

وراح ينشر دين طه جدِّهِ

لم يثنه عن عزمه الأوغادُ

فأبت صدور أمية تلك التي

لم تنطفئ يوما بها الأحقادُ

شقّت على أبناء هند أن ترى

سبطا لطه دونه الأمجادُ

حقدٌ قديمٌ أورثوه جميعهم

فتساوت الأجداد والأولادُ

دسوا إليه السم ظنا منهم ُ

في موته لضيائه إخمادُ

وبقتله يصفو لهم أمر العبا

د وما يظل لفعلهم نَقادُ

راموا لنور الحق يخبو إنما

هو للمدى بدمائه وقادُ