حذار ان نقع في شباك الابتعاد عن ولاية امير المؤمنين

ولاء الصفار

هنالك أيام فضلها الله تعالى على سائر الأيام وجعلها اعيادا للمسلمين فندب فيها اعمالا ونهى عن أخرى، كما اوجب إظهارها وإبرازها استنادا لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "زيّنوا العيدين بالتهليل والتكبير والتحميد والتقديس" فضلا عن كون تلك الأعياد محطة زمنية لها وقعها التاريخي وفضاؤها القيمي واستحضاراتها في الذاكرة.

وللمسلمين اعيادا عدة فقد ورد عن عبد الرحمن بن سالم عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والأضحى والفطر؟ قال: نعم أعظمها حرمة قلت وأي عيد هو: جعلت فداك قال اليوم الذي نصب فيه رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين عليه السلام وقال: (من كنت مولاه فعلي مولاه) .

الا انه على الرغم من عظم هذا العيد واهميته وشرفيته من بين الاعياد وأسراره العميقة، الا ان هنالك تقصير واضح تجاهه وابتعاد عن حيثياته من حيث ابرازه واظهاره والوقوف عند ابرز خصائصه خصوصا ان هذا العيد نزلت في حقه اية كريمة جمعت بين البشارة والتحذير لرسول الانسانية محمد (صلى الله عليه واله) فأنزل الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ) يعني في استخلاف علي عليه السلام والنص بالامامة عليه، (وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) ونستدل من الاية الشريفة اعلاه ان الله تعالى امر رسوله الكريم بان يبلغ الناس بامامة علي عليه السلام من بعده ليكتمل بذلك تبليغ ما كلف به من السماء وان لم يفعل فكأنه لم يبلغ رسالته، كما جاء في اية اخرى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلام ديناً) فما كمل الدين وماتمت النعمة وما رضي الله الإسلام ديناً حتى تمت البيعة لأمير المؤمنين (عليه السلام). ونزل جبرائيل مهنئاً لرسول الله (ص واله) من قبِل الله عز وجل بتتويج الامام علي عليه السلام بالخلافة والولاية.

لذا فان هذا العيد الذي اهتمت به السماء قبل الارض وتشرفت بالاحتفاء به الملائكة قبل البشر وابتهج به رسول الانساية اولى ان يكون محط اهتمامنا واظهاره بالصورة التي يجب ان يظهر به لان التغافل عنه ربما يوقعنا في شباك الابتعاد عن امير المؤمنين عليه السلام او الابتعاد عن التشيع، استنادا لحديث الامام الصادق عليه السلام (رحم الله شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا).

فاذا كنا اليوم نشهد مراسيم الفرح والاحتفالات في ذكرى تنصيب اشخاص بمنصب حكومي حري بنا ان نقيم الدنيا ولانقعدها لاحياء اليوم الذي استقرت فيه الملوكية الاسلامية والولاية الدينية العظمى لمن جاء النص به من الصادع بالدين الكريم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، أولى أن يتخذ عيداً يحتفل به بكل حفاوة وتبجيل، لاننا في حال تقصيرنا سنقع حتما في شباك الابتعاد عن ولاية امير المؤمنين عليه السلام.