التعلم من اخطائنا

احمد عبد زيد الجبوري

كل فرد منا بحاجة إلى التعلم من أخطائه، حتى لا يقع في نفس الخطأ في ما هو آت، وعلى الإنسان، أن ينمي نفسه بالحكمة، والمنطق، لاتخاذ القرارات التي ترتبط بمصيره، وفي بعض الأحيان لا يميز الإنسان القرارات الخاطئة، إلا إذا وقع بها، وهذا ليس معيبا أبدا، بل قد يكون درسا ثمينا يتعلمه الإنسان، ويتخذ منه العبرة طيلة حياته، ولسوء الحظ هناك العديد من الأفراد، غير قادرين على اخذ العبرة من الخطأ الأول، لذلك تجدهم يخطئون مرة تلو أخرى.

التجارب التي تمر بحياتنا، تساعدنا على تعلم الدروس، سواء اتخذنا القرارات الصائبة ام الخاطئة منها، فالقرارات الخاطئة قد تستمر معنا في رحلة حياتنا، كدرس لا نريد تكراره، وأما القرارات الصائبة فتأتي من تجارب عديدة ربما سبقتها قرارات خاطئة، فالأشخاص الذين يواجهون صعوبة في هذه الحياة، أو يلقون اللوم على الآخرين بسبب نتائجهم المخيبة، فأنهم لم يتعلموا شيئا أبدا، وهذا سيزيد من معاناتهم مما يجعلهم يتخذون قرارات خاطئة بكثرة.

تعلموا من تجارب الآخرين، فذلك يعد درسا بالمجان، وقد يكون الدرس الأكثر أهمية ، لأنه يسمح لنا بمراقبة السلوكيات، والنتائج المترتبة على اتخاذ القرارات، كما يضيف شيئا إلى تجاربنا، مما يجعل لنا رصيدا قيّما نتجنب فيه القرارات الخاطئة، فكلنا نرتكب الأخطاء، وهذا أمر طبيعي، لكن كيف نتعلم من هذه الأخطاء، وعدم ارتكابها مرة أخرى من غير التعلم، فإذا لم نتعلم فسوف نرتكب نفس الخطأ مرارا وتكرارا.

قد تكلفنا بعض الأخطاء الأهل، والأصدقاء، والبعض الآخر منها المال، ومهما كان الخطأ الذي ارتكبناه، ينبغي لنا الاعتراف به، ودراسته جيدا لمنع حدوثه مرة أخرى، وقد نشعر في بعض الأحيان بخجل حيال خطأ ارتكبناه لكن لا يمكننا

الهروب منه لأنه لن يتم حله من تلقاء نفسه إلا بمواجهتنا له.

الخطأ جزء لا مفر منه، فقبولنا للخطأ باعتباره مسؤوليتنا قد يصعب على البعض تحمله، لذا نحاول إعفاء أنفسنا من الذنب والمساءلة عنه، وهذا غير صحيح، فأن تعرض شخصا ما للأذى، أو الخسائر المادية أو المعنوية، بسبب الخطأ الذي ارتكبناه، يجب أن نعترف به إلى ذلك الشخص، ونخبره انه خطأنا، ونحن سنصححه بأقرب وقت ممكن، ونضمن له عدم حدوثه مرة أخرى.

قد يكون الاعتراف صعبا جدا، لكنه يظهر أننا اشخاص حريصون على عملنا، نستحق الثقة على الرغم من الخطأ الذي ارتكبناه، لأننا برهنا إلى الآخرين أننا على قدر المسؤولية ونتحمل مسؤولية أفعالنا مهما كانت.

نعم سيرتكب الكثير منا الأخطاء لكن ما يهم ليس هذه الأخطاء بل ما تعلمناه منها وقد نحتاج إلى تغيير بعض الإجراءات لتفادي الأخطاء القادمة ومنها:

- قبولنا للخطأ والاعتراف به.

- تحليل الخطأ و الأسباب التي أدت إليه.

- علينا ان نتذكر جيدا أن الأخطاء يمكن حلها أو تعويضها.

- قد نحتاج إلى أصحاب الاختصاص بشأن المشاكل الصعبة.

- نضع أكثر من خطة واحدة لمشروعنا ونختار أفضلها فهذا يجنبنا من الوقوع في الخطأ.

- علينا مراجعة كل تفاصيل عملنا قبل اتخاذ القرار النهائي.

 

مجلة الروضة الحسينية