الحشد الشعبي والضرورة التاريخية

صباح محسن كاظم

ثمة مقولة تتردد على الألسنة ،وفي خضم الكتابات المتنوعة ،وهي : لكل مرحلة رجالها ، وأقول : لكل زمان أبطاله ،إلا أئمتنا الأقداس فهم عنوان البطولة على مدى الأحقبة والأزمنة والتاريخ ،فهم رايات حق خفاقة ،وسنا بطولات خالدة ،وأشرعة للنصر مؤزرة ،وقدوة للآنام في تضحياتهم ،وفي عراق المقدسات، والعتبات ،ومعظم الانبياء ،والاولياء والصالحين ،تترى المآسي ،والعدوان ،والمخططات اللئيمة ،أن تفيق بين الفينة والأخرى ،لتطل أنياب الفتنة ،لتمزق وحدة صفنا ،قاصدة تدمير الوطن وثرواته ،والشعب ومقوماته ،يبغون من الحروب ..والازمات ..والعنف.. التصدع الإجتماعي والنفسي ..ونهب الثروات والخيرات ،مخططات جهنمية تقف وراء ذلك الماسونية والصهيونية ودول الجوار ،لإعاقة التنمية الشاملة ،في وطن العلم، والفكر، والفقه ،والحوزة العلمية ..

وقد جاء بكتاب غالب الناصر– الحشد الشعبي ظهوره وتطوره في ضوء فلسفة التاريخ وآثار إستقلاليته على المتغيرات الأمنية والجيوبوليتكية والحضارية في المنطقة والعالم-  2015- بصفحاته ألـ 248 ضمن إصدارات تجمع مؤسسة الرضوان ، 1-(( جاء إعداد هذه الدراسة بمناسبة مرور عام على تاسيس الحشد الشعبي وانطلاقه في حزيران  عام 2014 ،في ضوء توجيه المرجع الأعلى في العراق سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) وتشخيصه الدقيق لحجم الخطر الكبير والتاريخي المحدق بالعراق والمنطقة والعالم ولاسيما مع تخصص الإرهاب بقتل الأبرياء واستباحة الحرمات وتدمير المقدسات ))..

من نافلة القول: إن لولا وجود الحشد الشعبي لإنهارت منظومة الدفاع والداخلية ،وتساقطت المدن ،كقطع الدومينو ..ولإنتشرت النار بالهشيم ،وحطمت مدننا المقدسة من التتر الجدد ،والبهائم المفخخة، والرؤوس العفنة، المعبئة بفتاوى التكفير ،فتاوى القيح، والقبح السلفي، الذي أشاع القتل ..والحرق ..وتدمير الآثار ..والمراقد ..والمساجد والحسينيات ؛بكل المدن التي إستباحها الجراد الاصفر والاسود ،تحت رايات الضلالة ،كراية أسلافهم معاوية  هذا ماقلته لبرنامج صناعة الإرهاب تقديم الإعلامي مؤيد جاسم ،في قناة العراقية، بمناسبة مرور عام على تاسيس الحشد الشعبي العراقي  ،فعلى الإعلام ،والكتاب، والأدباء، والباحثين، والفنانين ..تعريّة صُناع الإرهاب ،والوقوف خلف مرجعيتنا الرشيدة, فالمرحلة تتطلب في حشدين حشد جهادي وحشد ثقافي ..وهذا الكتاب ينظوي تحت الجنبة الثانية، لفضح كل فتاوى التكفير ،ككتاب المفكر "محسن وهيب" الذي أشرت له بدراسة بمجلة "الروضة الحسينية " بعدد سابق ،لأننا نرى هناك كتب للتكفير تملأ المكتبات العربية ،وإعلام حاشد ضد أتباع أهل البيت وشيعتهم ،وأجندات تعمل ليل نهار على التدليس والتضليل والنفاق لتشويه صورة عقيدتنا الصحيحة ،وتدفع البهائم لتفخيخ اجسادها ،وسط الاسواق ..والمساجد ..والمدارس..والأزقة بكل مدن العراق ،إن هذا الهياج التكفيري على شعوب المنطقة العراق –سوريا –اليمن –البحرين – وضد المساجد والحسينيات وتفجيرها في الحساء والقطيف وضد شيعة الكويت وباكستان وافغانستان ،وإستهداف اتباع آل البيت كما حصل للقتل المروع في مصر لعلماء الدين دلائل شؤوم للفكر التكفيري الذي تقف من وراءه أجندات لتدمير الإسلام، وسايكس بيكو جديدة تُنفذ لتقسيم الدول مجدداً وفقاً لمشيئة الغرب والاستعمار وإسرائيل ،وقد تصدى حشدنا الشعبي العراقي لتلك المآرب ،بصدور آمنت بالفتوى المقدسة للمرجعية الحكيمة ،وأوقفت التصدع ..وأوقفت النزيف ..وأوقفت الخراب ،بل حاصرته وطردته من جرف الصخر والعلم والضلوعية وبيجي وصلاح الدين وان شاء الله من الانبار ونينوى .

وقد جاء الكتاب المهم في أربعة فصول وابحاث مختلفة غارت بعمق الإستراتيجيات ومايُخطط  للمنطقة من فصله الأول وعتبة الشروحات  في المفاهيم – مطلح فلسفة التاريخ ،الخرائط السياسية أو الجيوبولتيكا الصراعية، العلمانية المخططة أو الشاملة ، والتفكير الإستراتيجي، العولمة الشاملة، التفكيك وإعادة البناء والتشكيل ، النظام العالمي الجديد، ثم تتسلسل الفصول بدراسات معمقة في نظرية السيد الشهيد في سنن التاريخ والظروف والأهمية النسبية لها  وخيارات الرؤية المشكلة للمثُل العليا وانماط الرؤية الكونية ،والإنموذج الثقافي أو المثل الاعلى لتنظيم داعش (إستدامة التوحش الليبرالي)ص122 وفيه مطالب عدة : التنظيم والغطاء الفكري (المثل الأعلى للوهابية أو الأنموذج الثقافي السلفي) وقد كتب الباحث " غالب الناصر" ( إن الاستبعاد المبكر للإمام علي عليه السلام، بواسطة السقيفة قد أسس لقاعدة عريضة من الانحرافات الكبرى في الأمة ، أسس لدخول الأفكار الإسرائيلية في الفكر الديني الإسلامي وذلك من خلال الروايات اليهودية،

ومن  خلال الوجود اليهودي في الداخل الإسلامي وعبر آليات كثيرة ، في مقدمتها آلية الوضع للأكاذيب ،وآلية التأويل للكتاب الممنهجة بالعداء لنفس النبي ،ولأهل البيت الأطهار عليهم السلام  في ظل قرار تعسفي بمنع تدوين الحديث الصحيح ،فعاد الإلحاد والشرك والنفاق هو الممول للغطاء الفكري عند المسلمين ،....) فقد وضع الباحث أصبعه على جرح الامة وتحرفيها عن عقيدتها الصحيحة بإتباع نبيها وآل بيته من السلف إلى السلف المعاصر الشاذ عن القيّم والمُثل ،فهل يُعقل قتل المسيحي والإيزيدي والسني والشيعي بسكين الإرهاب السلفي وهم يصرخون "الله أكبر" وتحت مسمى يافطاتهم المشوهة للدين ،والتي أدت إلى هجرة المجتمعات لأوطانها بعد خرابها من داعش المصنعة خارجياً والممولة وهابياً ،ويتواصل المؤلف "الناصر" بفصول الكتاب الشيقة ،وهو يؤكد على مؤسسة الحشد الشعبي :التاريخ والُنية الوظائف، في تاريخ الحشد الشعبي والمعادلة الذهبية ،بنية الحشد الشعبي الوظائف والأدوار وثقافة الانتصار في آليات وسياسة دعم الحشد الشعبي .. ليُنتج لنا هذا البحث مؤكداً يستهدف البحث ،بالدرجة الأساس تحقيق الرؤية والبصيرة والعرفان والوعي والحماسة في الفهم والنصرة للحشد الشعب والتأييد الفاعل ، والمشاركة العملية في الجهاد ، عن بينة وبصيرة في الموضوع والمعركة وشرعيتها ،ورفع مستوى  الوعي بأهمية  استقلالية القرار في مؤسسة الحشد الشعبي ، والآثار المترتبة على نجاحات الحشد في تحرير الارض وتحقيق الاستقرار الأمني على المتغيرات الاخرى في المجالات السياسية والعلاقات الدولية والجيوبولتيك ورفع منسوب الجاذبية للأنموذج الثقافي والفكري في مدرسة أهل البيت كأنموذج حضاري وإنساني منتصر على قوى الإرهاب الدولية التي نشرت الذعر والخوف في كل أنحاء العالم بحقدها الأموي الأعمى .