كيف نطوِر الجانب الكيفي لعباداتنا

• أمونة جبار الحلفي

على المؤمن الذي يجعل من الوصول الى حقيقة العبادة و بالتالي تحقيق غايتها هدفاً أن يعلم أنه يبغي أمراً سامياً و يروم غاية عالية , و عليه أن يشحذ همته و يجند كل ما لديه من جهود و يبذل كل ما في وسعه لبلوغ هدفه المبارك .

كما عليه أن لا يحبط أو يتراجع عند مواجهته لشيء من الصعوبات أو العقبات , و ليعلم أن النجاح و بلوغ الأهداف حليف كل مثابر لا يتوقف عن المحاولة مهما فشل .

و هذه بعض النقاط التي عند مراعاتها يكون الانسان أقرب الى الخشوع ، و لمن كانت له الهمة العالية فليجعلها منطلقاً لمطالعة الكتب التي ألفت لذلك الغرض:

أولاً : الإتيان بالعبادة بحب ونشاط ومحاولة الابتعاد عن الكسل بشتى الوسائل الممكنة ، لقول أمير المؤمنين (عليه السلام) : " لا يقومن أحدكم في الصلاة متكاسلا ولا ناعسا، ولا يفكرن في نفسه فإنه بين يدي ربه (عز وجل) ، وإنما للعبد من صلاته ما أقبل عليه منها بقلبه " (1).

ثانيا : التهيؤ المادي للعبادة وذلك بالابتعاد عن مصدر الضوضاء وبإسباغ الوضوء والجلوس في محراب الصلاة والتوجه الى القبلة ولبس الثياب الجيدة والمعطرة . فقد روي عن الحسن بن علي (عليهما السلام) أنه كان إذا قام إلى الصلاة لبس أجود ثيابه فقيل له في ذلك فقال إن الله جميل يحب الجمال فأتجمل لربي وتلا قوله تعالى يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ (2)

ثالثا : تهيئة الباطن قبل العبادة ــ سواء كانت صلاة أو تلاوة قرآن ــ وتخليصه من المشغلات بأمور الدنيا .. وذلك بتصفية الذهن وتخلية القلب من خلال الانشغال بذكر الله (تعالى) قبل العبادة ليُقبل بقلبه عليها . فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): " إني لأحب للرجل منكم المؤمن إذا قام في صلاة فريضة أن يقبل بقلبه إلى الله ولا يشغل قلبه بأمر الدنيا، فليس من مؤمن يقبل بقلبه في صلاته إلى الله إلا أقبل الله إليه بوجهه، وأقبل بقلوب المؤمنين إليه بالمحبة له بعد حب الله (عز وجل) إياه " (3).

رابعا: الالتزام بآداب العبادة : كعدم الالتفات أو العبث باليدين أو ما شاكل ذلك ، فإن الباطن لا يخشع إن لم تكن الجوارح خاشعة . فقد روي عن الامام الصادق (عليه السلام): " إذا قام العبد إلى الصلاة أقبل الله (عز وجل) عليه بوجهه، فلا يزال مقبلا عليه حتى يلتفت ثلاث مرات، فإذا التفت ثلاث مرات أعرض عنه " (4).

خامسا : الاستشعار بحضور الله (تعالى) فله عظيم الأثر في حضور القلب و التوجه و الخشوع . فقد روي عن الرسول الخاتم (صلى الله عليه وآله ): " اعبد الله كأنك تراه ، فإن كنت لا تراه فإنه (عز وجل ) يراك"(5).

مجلة الروضة الحسينية