القسط الإلهي الموعود

إسراء عزيز الربيعي

ترجع تسمية الامامية إلى اعتقاد الموالين للإمام علي والمؤمنين بقيادته الدينية هو وأولاده المنصوص عليهم من قبل الرسول الأكرم ومما أثبتته الإشارات الصريحة النازلة في القرآن الكريم.

 والامامة عند أتباع الامام علي وبنيه (عليهم السلام) ومؤيديهم هي من مرتكزات عقيدتهم، وهي واحدة من الأسس الخمسة الرئيسة للدين وهي ( التوحيد والعدل والنبوة والإمامة والمعاد)، وسميت الإمامية بذلك لأن عقيدتها تقوم على الإيمان بالأئمة المنصوص عليهم، وعددهم اثني عشر إماما، أولهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) وآخرهم الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، فالإيمان بالمهدي هو من صلب العقيدة التي ينبغي احترامها وإن لم يجد طريقا إلى الموافقة والاعتراف عند غير الإمامية من المسلمين بالغم من إن هذا الأمر مثبت في أحاديثهم المروية وصحاحهم التي يقدسون كل ما بها من أحاديث.

إن الأئمة الموصى بهم ينتهي نسبهم جميعا للإمام الحسين ابن فاطمة ابنة رسول الله الأكرم وقرة عينه، وآخرهم المهدي المنتظر عودته ليملأ الأرض عدلا وقسطا بعد أن ملئت ظلما وجورا بتعبير جدّه رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) وببشارته التي اطلقها في حديث صحيح يرويه أهل السنة والجماعة قبل الإمامية، وقد غاب هذا الامام منذ العام 266هجري بأمر إلهي.

 وقد يسأل سائل كيف يمنح الله الإمامة لطفل، والجواب في القرآن الذي يصرح بأن الامامة لا ترتبط بسن معينة، فالسيد المسيح جاء بالمعجزات وهو طفل صغير، وإن النبي يحيى أتاه الله الحكم وهو صبي.  

والامام المهدي هو : محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السَّلام )، وأشهر ألقابه : المهدي ، المنتظر ، الحجة الثاني عشر ، القائم ، بقية الله الأعظم ، صاحب الزمان .

وكنيته : أبو القاسم .أما أبوه فهو الإمام الحسن العسكري ( عليه السَّلام )، وأمه : نرجس ، وكانت ولادته : ليلة الجمعة ( 15 ) شهر شعبان سنة ( 255 ) هجرية ومحلها مدينة سامراء الواقعة شمال بغداد .

ولما كان أئمة أهل البيت قد عانوا الأمرين من الحكام والمتسلطين منذ استشهاد الامام علي (عليه السلام) وكان العام 260 هجري لا يختلف عن الأعوام السابقة التي عاش فيها الأئمة وموالوهم بعيدين عن الأنظار من الناحية السياسية، وكان على الإمام الحسن العسكري والد الامام المهدي أن يغيّب ولده عن أنظار السلطة وبأمر إلهي ليخرج في الساعة الموعودة ليعيد الى هذه الارض زهوها وألقها وبراءتها المفقودة والمنتهكة على أيدي الظلمة والطواغيت والمتكبرين في شرق الأرض وفي مغربها.

إنّ قيام دولة الحق التي ستبسط فيها يد المعصوم (عليه السلام) على جميع أرجاء الدنيا، وانتشار العدل وسيادته، بنحو عبرت فيه الروايات الشريفة أنّ الأمام الثاني (يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً)، يحتاج إلى العمل والى التهيئة لهذا التحول المصيري الذي تتغير فيه بوصلة الأرض نحو صوت الصلاح والخير والعزة والسؤدد الإنساني بحيث لا ظالم ولا مظلوم.

وحين يقول رسولنا الأكرم (لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت‏‏ جورا) ويتبعه أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام) بالقول (المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة) فإن هذا ليس مجرد أمل فارغ كما يتخيل البعض وإنما هو أمل يجب أن يكون مقرونا بالعمل من أجل التسريع بهذا الحدث الرباني الجلل الذي يعيد الأمور إلى نصابها ويميل كفة الميزان للعدل المفقود وللمساواة الغائبة وللخير الذي غادر الاوطان والإنسان؟؟