الخبرات التراكميّة وأثرها في بناء الشخصية

م.د خديجة حسن علي القصير

الخبرات التراكمية المكتسبة في الشخصية الانسانية لها الاثر البالغ في بناء وترسيخ دعائم الشخصية المثالية في الذات الانسانية، حيث يعتمد المهتمّون بعلم النفس الانساني على الدافع النفسي عند صاحب الخبرة المتراكمة لتفسير الظواهر والعادات المرتبطة بشخصيته.

المختصّة بعِلم النفس كاتلين م. ماكرجو، أوردت ان الانطباع الاول يولِّد لدى الفرد الخبرة والتي تلعب دوراً في تشكيل الانطباع لدى صانع القرار، ليكون جزء من شخصيته يتخطى احكام تقييمية مختصرة قد تكون حاضرة في تفكيره وقت الحدَث، وتكوّن لديه الانطباعات التي تشكل جزءا مهما من خبرته كفرد.

هذه المقدّمة تكوّن انساق عقلية مخزونة في الذاكرة تتميز بميزتين، أولهما: انها معلومات واستدلالات تم بنائها منذ فترة طويلة حول الحدث او شخص او جماعة ما، والثانية: هي ان هذه الانساق ليست تجمعات عشوائية بل انها متشكلة بصورة متسلسلة ويتم تحديثها بصورة مستمرة. لذلك يتفق اغلب الباحثين والمختصين ان العلاقة بين الخبرة وعلم نفس الشخصية هي علاقة تكاملية، فعِلم نفس الشخصية يعتمد كثيراً على الخبرة لاسيما فيما يتعلق بصنع قرارات مصيرية ذات علاقة بالطبيعة الواقعية التي يعيشها الفرد، فضلاً عن ان الخبرة تستند في اصولها على دوافع وانفعالات نفسية، ثم خلال اكتساب المعرفة وترجمتها الى معلومات ومعطيات يتم استرجاعها حال الاحتياج اليها.

لذلك نجد في وقتنا الحالي ان دراسات الشخصية دائما ما تركّز على القادة وصنّاع القرار، الذين تمثل سلوكياتهم وانفعالاتهم اشكالية في ادارة السياسة العامة للدولة، ويحاول العلماء معرفة اسباب ذلك لمعرفة القائد ذو الكاريزما او الذي يترك تأثير نفسي في اتباعه، ليكون هؤلاء نموذجاً للخبرات التراكمية التي من الممكن ان يستفيد منها الشخص العادي في تكوين انطباعاته وخبراته الذاتية.