أتاك يرجو جميل الصفح

• الشيخ محمد كاظم الخاقاني
 
طَرقت ُ في جنح ليلٍ باب ذي الكرمِ 
ومني الدمع فوق الخدّ من ندمِ
 
وقلتُ يا ربّ إني جئتُ معترفا
بما فعلتُ من الآثام واللمم
         
وأنتَ يا ربّ في عرش العلا عظماً
تجودُ بالفيض في الأنوار والغسم
 
وتنزلُ الغيث من آفاقه كرماً 
حتى على قفر أرض في دجى الظلم
 
وذا العُبيدُ وإن ساءتْ مسالكهُ
أتاك يرجو جميل الصفح والنعم
 
فلا تدعْه إذا ما صيح في أممٍ 
إلى الجحيم ضياعا في لظى الضرم
 
وفعلكَ الجود والإحسان منذ سرى
في مهبط الكون منكَ الفيض في القدم
 
فأنتَ من يرتجى في كلّ معضلةٍ
لفكّ أغلالها يا مرشد القلم
 
قد طال ليلي بوديان الكرى حقباً
فنجنّي يا إلهي من شقى السقم
 
وإن طردْت من الأعتاب معتذراً 
بقيتُ حتى يكون العظمُ كالرمم
 
أبْكيكَ في كنف الأعتاب منتظرا
صفح العظيم عن الجّهال والخدم
 
فكم صبرتَ على مثلي وأنتَ ترى 
دناءة الطبع من كهلٍ ومن هرم
 
فإن أخذتَ بذنبٍ في صباح غدٍ
أخذتُ بالحقّ في عدلٍ من الكلم
 
وإن رحِمتَ فبحر الجود قد وسعتْ 
مسالكَ العفو منه نسمة الكرم
 
فامْننْ علينا بحقّ الطهر فاطمةٍ
وأحمد الغرّ يا ذا المنّ والنعم
 
وبالوليد بوسط البيت إذ شرفتْ
بنفحة القدْس منه كعبة الحرم
 
وبالإمامين أبواب الهدى قدماً
سبْطيْ نبيّ الهدى ذي الفضل والحكم 
 
 وبالنبيين طراً والدعاة إلى
مسالكِ الحقّ من عربٍ ومن عجم
 
وبالخليل ونوحٍ والكليم معاً
وبابْن مريم والألواح والقلمِ