أحب الحسين

يذوب فؤادي ويشدو فمي

كأن الحنين غدا توأمي

 

أموت اشتياقا لقبر الحسين

وأكتم صوت الجوى المؤلم

 

لشد اشتياقي لثمت التراب

ويا طيبَ تربك من بلسم

 

وعدت اليك مع الزائرين

أُحثُ الخطى في الدُجى المعتم

 

تخيلت اني بارض الرسول

تطوفُ الحجيج ولم تُحرم

 

واسمع صوتا ينادي الحشود

تَعفَّرِي تُربِيَ كي تَسلَمِي

 

سلاما لنَحرِكَ صارت دماه

منارا يُضيء الغد الأعتم

 

ولولا دماك لتاه الانام

وعدنا لدين العدا ننتمي

 

فصارت دماك منار السلام

وَحصنا حصينا به نحتمي

 

رفضت حياة مع الظالمين

لتعلو دِماك على الانجم

 

تَحُثُ بخَطبِكَ في الغافلين

وَيوقِظُ سَيفَكَ في النُوَّمِ

 

تَمُرُ الرماح على جانبيك

وتحنو خشوعا على المَبسَمِ

 

وتلق السلام على جبهة

تقول لها يا رِماح اقدِمي

 

وتهوى السيوف على منحر

حباهُ رسول الهُدى بالفَمِ

 

وكانت تجاريك تلك السيوف

تقول بشوقٍ ألا فاقدِم ِ

 

تَصر الطغاة وبيض القنا

تَحزُ الرِقاب ولم تُثلم

 

وَعادَت شواضا على ناصِرِيك

وَصبّت لظاها على مًسلِمِ

 

سلاما لسيفك ساق الردى

سهاما بليل ِ العِدا المُظلمِ

 

ولكنَّ مثلك يأبى الهوان

لتسقي دمِاكَ صبا البرعم

 

فقُلتَ بصوت يشق الظلام

يهز الجموع ولم يهزم

 

خذيني رماح العدا ضامئا

عزيزا أبيا ً ولا تندمِي

 

تطَهرَتِ الارض ُ من كَربلاء

وعدنا على تربها نرتمي

 

قصدتُ لقبركَ أبغي النجاة

وأنهل من جودكَ الأكرَم ِ

 

شددت الرحيل لسيرٍ طويل

أُلبّي النداء ولم أعلَمِ

 

بأن رفاتك وسط الفؤاد

ونقش الولاء على معصمي

 

تركتُ ( العَواشقَ) حافٍ حسير

قصدتُ شفيع الغدِ المُبهَم ِ

 

لعلّي أُدفَنُ قُربَ الضريح

وتمحى الذنوب بذاك الدم

 

رَضَعتُ الوِلاية منذ الصِبا

وها صرت كهلا ولم أفطمِ

============================ 

عبد الخالق كرجي