تأريخ ٌ حافل لبلدة الحسكة في محافظة الديوانية العراقية

يمكن تحديد بداية القرن الثامن عشر وخاصة سنة 1701 باكورة ليبرز اسم الحسكة على الخارطة التاريخية للمنطقة ويمكن تحديد الموقع الجغرافي لمدينة الحسكة وهي المنطقة المحيطة بالإمام زيد النار بن موسى الكاظم ( عليهما السلام ) وخاصة المنطقة الممتدة بين مرقد ابو الفضل نفسه وبين منطقة العروبة الثانية اذ كان النهر يمر بالقرب من هذه المنطقة وكان النهر يسمى اليوسفية هو المتفرع من الضفة اليسرى لنهر الديوانية ويتجه شرقا ويصل الى عفك حاليا.

ظهرت بلدة الحسكة في موقع اخر من مواقع تابعة في الاساس لبلدة الرماحية وكان لتغير مجرى النهر الى الشرق سببا في انتقال الاهالي في مناطق الرماحية الى الموقع الجديد الذي سمي بالحسكة ، وقد ظهر من زعمائها واجهات عشائرية معروفة لعبت دورا في تاريخ العراق عامة والفرات الاوسط على وجه الخصوص.

اما تسمية الحسكة كمفردة لغوية واصطلاحية فقد تباينت الآراء فيها اذ رأى بعضهم ولا سميا المعرمين منهم ان اصل التسمية يعود الى نبات الحسك الذي يكثر في هذه المنطقة وهو نوع من النباتات المثمرة ذو اشواك تتعلق بصوف الغنم عند الرعي، ويرى اخرون ان التسمية تعود الى كلمة الحسكة (الحسجة) اي بمعنى يفهم الكلام للدلالة على النباهة والذكاء واشعار الطرف المقصود للكلام وما يقول، اي ان القابلية الذهنية عند عشائر المنطقة كانت سببا في هذه التسمية بينما فسرها البعض بالقوة والبطولة , وكانت منطقة الديوانية تشتهر بهذه الصفة وقد عرفوا بتصديهم الحكم العثماني واعتمادهم على القوة المسلحة في هذا التصدي.

الاهمية التاريخية

لعبت الحسكة دورا مهما في تاريخ العراق الحديث, ولعل استعانة والي بغداد سليمان باشا بالحاكم العسكري للحسكة علي اغا من اجل القضاء على تمرد حاكم الحلة وقد نجح علي اغا في هذه المهمة, ومن الاهمية التاريخية للحسكة انها وردت في بعض الروايات ان حاكم هذه المنطقة نصب واليا على بغداد والبصرة بناءً على توجيه الصدر الاعظم محمد راغب فتم اختياره واليا على المدينتين المذكورتين من بين سبعة مرشحين لهذا المنصب ، واضافة الى الدلالة على اهمية الحسكة فان علماء الديوانية شاركوا مع علماء بغداد والنجف الذين حضروا مراسيم توقيع معاهدة بين نادرشاه الايراني وبين ممثل بغداد عبد الله السويدي الذي ترأس الوفد العراقي مفوضا من والي بغداد احمد باشا وفعلا تم توقيع المعاهدة بحضور الوفد العراقي الذي كان لعلماء الحسكة دورا فاعلا في صياغة بعض بنود هذه المعاهدة, وقد بلغ من اهمية الحسكة مكانة بحيث ان شيخ الخزاعل سلمان قام بثورة من اجل التخلص من الحكم العثماني والاستقلال بالحسكة وبدا بمهاجمة الحسكة نفسها ، فقام الحاكم التركي الى جلب قوة عسكرية وترميم سور البلدة وفشلت محاولة الشيخ سلمان.

بدأت مكانة الحسكة تضعف بعد ظهور بلدة الديوانية شيئا فشيئا والتي اخذت اسما غلب تدريجيا على مدينة الحسكة وصادف ان يغير النهر مجراه باتجاه اخر نحو بلدة الحمزة فتم خراب الحسكة وظهور بلدة الديوانية.

أعداد /عباس نجم