المعجزات الإلهية في القرآن الكريم

اسم الكتاب: المعجزات الإلهية في القرآن

اسم المؤلف: هارون يحيى

التاريخ: 2005

طبع دار كُدويرد بوكس في الهند

ترجمه إلى الانكليزية: كارل روسيني وراجعه مجموعة من الكتاب

الكاتب هارون يحيي-وهو اسم مستعار مؤلف من اسمين لنبيّين انصب جهادهما على ما أصاب قومهما من نقص في الإيمان-كاتب إسلامي من أصل تركي، ولد في أنقرة عام 1956. درس الفن وكذلك الفلسفة في جامعات اسطنبول. ومنذ الثمانينات نشر عدة كتب في السياسة والإيمان والعلم.

وقد اشتهرت كتبه على نطاق عالمي وساعدت الكثيرين للرجوع إلى الإيمان بالله، ومع كتابات أخرى تمكنوا من تبصرهم في ذلك الإيمان وتعزيزه. فهو معروف في الكتابة عما جاءت به كتابات النشوئيين(المؤمنين بنظرية النشوء والارتقاء)، وادعاءاتهم الجوفاء، والعلاقة بين الدارونية والمعتقدات الدموية التي تتبناها الفاشية وغيرها من المدارس الهدامة. فكتبه تناشد الناس على مختلف مستوياتهم بغض النظر عن فئاتهم العمرية أو أجناسهم أو قومياتهم، لكون تلك الكتب تركز على هدف واحد، ألا وهو توسيع قدراتهم على رؤية الأشياء من خلال تشجيعهم على التفكير في العديد من القضايا الحيوية مثل وجود الله ووحدانيته وللعيش فيما اختطه لهم من قيم.

      يتكون الكتاب من مقدمة وخمسة كتب. يدور الكتاب الأول حول ما ورد في القرآن من معجزات. ويتناول الكتاب الثاني ما ورد فيه من توقعات مستقبلية تحققت في الزمن الممتد من نزول القرآن إلى يومنا هذا. ويعرض الكتاب الثالث الحقائق التاريخية المسجلة في القرآن. ويشرح الكتاب الرابع المعجزات الرياضية الواردة فيه. ويخوض الكتاب الخامس في تكامل القرآن من الناحية اللغوية. وهنالك استنتاج من أن القرآن تنزيل موحى من الله. وهنالك ملحق حول خداع نظرية النشوء والارتقاء.

   وعند قراءة المواضيع المتنوعة في الكتاب، يحار المرء ايها يختار. لكننا سنختار موضوع طبقات الغلاف الجوي مثالا لذلك.

   يقول هارون يحيى بهذا الصدد: ثمة حقيقة وردت في آيات القرآن الكريم حول تكون الغلاف الجوي من سبع طبقات. ففي سورة البقرة المباركة/ الآية 29، يقول عز وجل(هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم). وفي سورة فصلت/ الآيتين 11 و12، يقول سبحانه(ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض آتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين. فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها).

  فكلمة(السماء) التي ترد في عدة آيات من القرآن الكريم، تشير إلى كل ما يعلو الأرض، كما تشير إلى العالم بأكمله. وبذلك فهي تشمل الغلاف الجوي. ومما هو معروف علميا في وقتنا الحاضر أن الغلاف الجوي يتألف من طبقات مختلفة تعلو إحداها الأخرى. وبالاعتماد على معيار المحتويات الكيماوية أو درجة حرارة الهواء، تحدد تعاريف طبقات الغلاف الجوي على أنها سبع. وحسب نموذج دقيق التشبيك المحدود المستخدم لقياس حالات الطقس خلال 48 ساعة، يتكون الغلاف الجوي من سبع طبقات أيضا.

 ووفقا للتعاريف الجيولوجية(المتعلقة بدراسة طبقات الأرض) الحديثة، هنالك سبع طبقات في الغلاف الجوي:

 1. الطبقة الملامسة لسطح الأرض(التروبوسفير)

  2. الستراتوسفير(الغلاف الجوي الطبقي)

  3. الميزوسفير(الغلاف الجوي المتوسط)

 4. الغلاف الحراري

 5. الغلاف الخارجي

  6. الغلاف الجوي المتأين(غلاف التشرد)

  7. الغلاف المغنطيسي 

    ومما يذكر أن الغلاف الجوي المحيط بالكرة الأرضية لا يدع سوى الأشعة المطلوبة لإدامة الحياة على الكرة الأرضية. فمثلا الأشعة فوق البنفسجية تصل الأرض جزئيا بمقدار يمكن النباتات من القيام بعملية التمثيل الضوئي، وبالنتيجة لبقاء كل الإحياء الأخرى على قيد الحياة.

  يقول الله سبحانه في سورة فصلت(وأوحى في كل سماء أمرها). أي أنه سبحانه يذكر أنه حدد لكل سماء وضيفتها. وفي واقع الأمر فان لكل واحدة من هذه الطبقات وضيفتها من أجل انتفاع الإنسانية والكائنات الأخرى التي تعيش على سطح الأرض. فلكل طبقة وظيفة معينة ، تتراوح بين تكوين المطر إلى الحيلولة دون وصول الأشعة الضارة، ومن عكس الموجات الكهرومغناطيسية راديوية التردد إلى تفادي الآثار الضارة للشهب والنيازك.

  تحدثنا الآيات الكريمة التالية حول ظهور تلك الطبقات التي تؤلف الغلاف الجوي: ففي سورة نوح/ الآية 15 يقول سبحانه(ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا). وفي سورة الملك/ الآية 3، يقول عز وجل(الذي خلق سبع سماوات طباقا ...). فكلمة (طباقا)الواردة في الآيتين الكريمتين تعني الغطاء المناسب لشيء ما، وهذا يؤكد كيفية تناسب الطبقة العلوية لما دونها. كما أن الكلمة تستخدم بصيغة الجمع. فوصف الغلاف الجوي بكونه مؤلفا من طبقات، هو بلا شك التعبير المناسب لحالة ذلك الغلاف. انها معجزة كبيرة أن هذه الحقائق ذكرت في القرآن الكريم بوضوح منذ 1400 عام، والتي لم يكن بالإمكان اكتشافها دون وجود تقنية القرن العشرين. 

    هذا غيض من فيض. فالكتاب مليء بالمعجزات التي ظهرت في القرآن الكريم التي لم يهتد إليها الناس إلا عندما أعانتهم التكنولوجيا على التوصل إليها.

قراءة : أ د حميد حسون بجية