الصحافة الاستقصائية وكشف الفساد

 

 أمير الموسوي

 

كثيراً ما نسمع او نرى مصطلح الصحافة الاستقصائية  لكن لا ندرك اهمية هذا الفن الذي يعد احد اهم أشكال الصحافة الحديثة لكنها مهمشة وغير فعالة خصوصا في العراق بسبب عدم وجود نص قانوني يحمي ويسند الصحفيين الذي يمارسون هذا النمط بعدة مجالات منها رصد الانحرافات واظهار العيوب ومراقبة السلطات وكشف الخروقات القانونية في مؤسسات الدولة الرسمية وغير الرسمية ، لذلك سوف نسلط الضوء على هذا النوع لدوره في كشف الفساد لدى مختلف الجهات ومنها الحكومات والمؤسسات المرتبطة بها .

للصحافة الاستقصائية مفاهيم عدة الا أن التعريف الاقرب الى فهم المتلقي هو أنها " شكل من أشكال الصحافة التي يتعمق فيها الصحفيون للتحقيق في قصة واحدة قد تكشف عن الفساد ، أو يراجعون سياسات الحكومة أو الشركات ، أو يلفت الانتباه إلى الاتجاهات الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية أو الثقافية ، وقد يقضي الصحفي الاستقصائي أو فريق الصحفيين شهورا أو سنوات في البحث عن موضوع واحد".

ظهرت الصحافة الاستقصائية منذ عقود ليست بطويلة و كانت تهتم بالقضايا والمشكلات التي تخص المصلحة العامة للمجتمع، ولقد لاقت  رواجا في الدول الاسكندنافية ودول اسيا وافريقيا وفي امريكا و اوربا الغربية ، كما تأسست جمعية المحررين الاستقصائيين الامريكية في عام 1976 لتشجيع هذا النوع من الصحافة في بقية بلدان العالم، ومما ساعد على انتشارها وتزايد نموها توظيف تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، لغرض تناقل المعلومات وتخزينها وتحليلها بشكل يساعد الصحفيين على الوصول الى خلاصات كمية ونوعية في مضمار الحقيقة.

كما ظهرت في العالم العربي  بالفترة الاخيرة في مصر والاردن واليمن والعراق وكان اول عمل استقصائي قام به الصحفي المصري احسان عبد القدوس عام 1949 فجر من خلاله فضيحة الاسلحة الفاسدة التي تم تزويد الجيش المصري بها عام 1948 ورأى الباحثون انها تعتبر من بواكير الصحافة الاستقصائية العربية .

واليوم أصبحنا بحادة كبيرة الى هذا الفن بصورة كبيرة لغرض الاطلاع على ملفات الفساد والخروقات التي تقوم بها السلطات والمؤسسات المرتبطة وغير المرتبطة بالدولة خاصة وأن بلدنا اصبح بؤرة للفساد بسبب غياب الصحفيين الاستقصائيين وعدم توفر احتياجاتهم والافتقار إلى القوانين الخاصة التي تحميهم وتجعلهم يعملون بمهنية واخلاص عال .

المصادر: مواقع الكترونية